من انت؟
الشخص رقم 1 – : هل لي أن أتعرف بحضرتك؟
الشخص رقم 2 – : نعم ، أنا فلان.
الشخص رقم 1 – : هذا اسمك الذي أسماك به والداك أو من أطلقه عليك، ولكن من انت؟
الشخص رقم 2 – : انا مُهندس (أو طبيب أو مدُرّس أو فنان أو...).
الشخص رقم 1 – : هذه هي مهنتك، ولكن من أنت؟
الشخص رقم 2 – : أنا من عائلة فلان.
الشخص رقم 1 – : هذه عائلتك التي انحدرت منها، ولكن من أنت؟
الشخص رقم 2 – : انا من بلاد السند.
الشخص رقم 1 – : هذه المنطقة الجغرافية التي ولدت فيها، ولكن من أنت؟
الشخص رقم 2 – : أنا ذكر.
الشخص رقم 1 – : هذا جنسك، ولكن من أنت؟
الشخص رقم 2 – أنا إنسان.
الشخص رقم 1 – : هذه هيئة جسدك، ولكن من أنت؟
الشخص رقم 2 – : أنا مسيحي (او مسلم أو يهودي أو...).
الشخص رقم 1 – : هذا دينك أو إعتقادك الإيماني، ولكن من أنت؟
الشخص رقم 2 – : لقد حيرتني يا صاح..! ما الذي تقصده من سؤالك..؟ فبعد كل هذه الصفات التي ذكرتها لك ولازلت تسألني من أنت..!
الشخص رقم 1 – انت قلت بأن هذه كلها صفات، فمن أنت؟ إستاء الشخص رقم 2، ولكنه حاول أن يتمالك أعصابه وأن يفكر بالمنطق الذي يفكر به السائل.. فعلم بأن قصد الشخص رقم 1 هو أن يحفزه على التعمق في أغوار نفسه، وأن يُعرّف ذاته ككيان قابل للتعريف.. فعجز عن الإجابة.. وعلم بأن الإنسان أصبح مكللاً بالتعريفات المكتسبة من بيئته.. ولم يعد يذكر أي شئ أصلي يحمله في كيانه المتفرد.. فأصيب بالحيرة.. ولم يعد يعلم فيما لو كان هناك جدوى للألقاب التي يحملها أم لا..!