عيناك يا وطني لا تفارقان مخيلتي...
ودموعهما تجري مع دجلتي وفراتي...
شعبك المبتلى لم يعد يرى في حياته معنى
بلا كرامةٍ... وعزٍ... وأبسط المتطلباتِ...
ما عاد هناك معنى لكلماتي...
ولم يبقى لي غير قلبي الوفي،
وأمنياتي...
بالأمس أودعتُ مشاعري في أغنيةٍ
وأطلقتها كالطيرِ لتحمل آهاتي...
وتحلق فوق رؤوس المتظاهرين
الصارخين: وا عراقاه
الرحمة بأولي الرحماتِ...
تمضي سنواتٍ تلو السنواتِ...
وعراقي لا زال يحبو في عالمِ الأزماتِ...
وكأن الدنيا غفلت عن شعبي
وتركته يدور في متاهاتٍ تلو المتاهاتِ...
تصورتُ بأن هجرتي ستوقف معاناتي...
ولكن دمي الذي يجري في عروقي يغلي
ويتألم لألم أبناء وطني،
في بغداد وجميع المحافظاتِ...
ولن أفقد إيماني بغدٍ مشرقٍ
ستصنعه سواعد الأشرافِ
ليمحي ظلمة القهر والجور
ويعيد النور الى أرضِ الحضاراتِ.